إبراهيم الخليل عليه السلام
تاريخ العبرانيين كشعب وديانة بدأ بإبراهيم عليه السلام، حين دعاه الله ان يكون زعيماً لشعب بني اسرائيل، ولتتبارك فيه جميع قبائل الأرض.
إبراهيم الذي نُسب العبرانيون اليه، إسمه يعني بالعبرية ابو لجمهور كبير “الأب الرفيع”، هو ابن تارح من نسل سام بن نوح، وسلالته من الأذكياء والصديقين من آدم العشرين.
عندما أطلق ابراهيم، الثورة ضد عبادة الأوثان والأصنام في بلاد ما بين النهرين، في منطقة سكناه في أور كشديم بالذات، أوحت لوالده تارح بالرحيل، على أثر ما لاقاه من الصعاب والمشاكل والملاحقات، هارباً مع أُسرته متوجهاً الى منطقة حاران التي تقع على نهر الفرات، قرب ملتقى الحدود التركية العراقية السورية.
ولما توفي والده تارح في مدينة حاران وتم دفنه فيها، وقد بلغ ابراهيم من العمر 75 عاماً، وقع عبء حمل المسؤولية على عاتقه، الا انه تردد في القدوم الى الأراضي الكنعانية، بعد ان انتابه الخوف والفزع، لأن سكانها كانوا عناق وجبابرة.
هنا طلب المولى من إبراهيم الرحيل قائلاً له: “إذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك الى الأرض التي أريك، فأجعلك أمة عظيمة واباركك واعظم اسمك، وتكون بركة. وأبارك مباركيك ولاعنك العنه، وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض”. (تكوين 12: 1-3)
حينئذٍ لبى هذا الصديق نداء أوامر مولاه بأن خرج من حاران، حاملاً سلاح الحق والقدرة الالهية، بعد أن أدرك بالوحي والالهام وجود اله واحد أبدي، خالق السماوات والأرض وسيد الكون، مصطحباً زوجته وابن أخيه لوط ومن معه من الرجال، وسار بدربه ماراً بدمشق، الذي ابتاع منها خادمه “اليعازر الدمشقي”، ولقد أوكله على بيته، وعندما وصل الى نهر الأردن كان هذا في سنة 2324 للخليقة (2109 ق. م.)
عبر ابراهيم نهر الأردن الى مكان شكيم “نابلس”، من هذه الكلمة “ياعبر” العبرية، جاءت تسمية شعب بني اسرائيل بالعبرانيين.
يُعتبر ابراهيم الجد الحقيقي لشعب بني اسرائيل، وبما ان اسباط شعب بني اسرائيل سلالة هذا النبي، لذا اطلق على شعب بني اسرائيل “عبرانيون”.
وكذلك يُنسب العبرانيين بإسمهم هذا أيضا، الى عابر أحد اجداد ابراهيم الذي أتى بهم الى الأراضي الكنعانية.
ولما كبر اسحق، أراد الله أن يمتحن ابراهيم بأن يُصعد ابنه محرقة في أرض الموريا “جبل جرزيم”، وإذ كان على وشك التضحية بولده اسحاق، فرفع ابراهيم عينيه ونظر واذا كبش وراءه ممسكاً بقرنيه بشجرة قربه، فذهب ابراهيم وأحذ الكبش واصعده محرقة عوضاُ عن ابنه.
هنا ناداه الله قائلاً: “اني من أجل انك فعلت هذا الأمر ولم تمسك ابنك وحيدك، أبارك مباركيك، وأكثر نسلك تكثيراً كنجوم السماء.. ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض، من اجل انك سمعت لقولي” (تكوين 22: 16-18)