مقدمة عن التاريخ السامري
التاريخ هو السجل المكتوب للأسس التي بنيت عليها المادة النظرية، التي تروي قصة السلف للخلف، من أجل ان يكون هناك واقع نستخلص منه العبر.
لكن وبانعدام الآثار البيئية والحضارة الملموسة التي تتركها الشعوب، داعمة مثل هذه النظرية بالمادة العلمية، كالآثار الفنية والنقوش الزخرفية والاكتشافات لأبنية سكنية وعامة، وكذلك القطع النقدية والآواني الفخارية، لكي تحدد مدى صحة القاعدة ونظريتها.
الأمر الذي يلقي الضوء على الحضارة وواقعيتها، كحقيقة تاريخية، ممن يتناول هذا التاريخ بالبحث والتمحيص من الدارسين والمؤرخين والباحثين، حتى لا يقعوا في متاهات قلة المصادر من المخطوطات التي تقع تحت أيديهم.
التاريخ يعلمنا كيف نهضت حضارات وكيف أبيدت أخرى حتى باتت في طي النسيان، حتى يعطينا عبراً ودروساً عن أولئك الذين دخلوا التاريخ ولعبوا فيه دوراً كبيراً، محركين مسار أحداثه، على الصعيدين الشخصي والعام.
ولهذا يجب على خلف المجتمعات محاسبة أنفسهم، ايجابا وسلباً، من حيث ما قدمه للإنسانية من تقدم، رخاء وعطاء، او ما اقترفوه بحق الإنسانية من ذنوب وأعمال فاحشة وما شابه ، حتى يتوعوا ما ألّم بهم في نهاية المطاف، وعليهم يجري حكم التاريخ، لأن التاريخ لا يرحم.
وتاريخ الطائفة السامرية لا بد من مقارنته مع الأحداث التي واكبته، لأن المجتمع السامري عاش وما زال يعيش مع مجتمعات تختلف عنه عقدياً. وتتمسك بعادات وتقاليد تختلف كلياً عنهم.
وحتى نقف على اسباب حقيقة تدهور هذا المجتمع، الذي كان مجتمعا كبيراً جداً، وأصبح أصغر المجتمعات في التاريخ.