أنشودة الوداع 2

 أنشودة الوداع 2


تفسير  أنشودة الوداع 
האזינו השמים ואדברה: ותשמע הארץ אמרי פיי. יערף כמטר לקחי.. ותזל כטל אמרתי: כשעירים עלי דשא.. וכרביבים עלי עשב.
“إنصتي أيتها السماوات فأتكلم ، ولتسمع الأرض أقوال فمي . يهطل كالمطر تعليمي ، ويقطر كالندى كلامي كالطل على الكلأ ، وكالوابل على العشب” . (تثنية 32: 1-2)
إنشودة الوداع هذه ، إبتدأها موسى الكليم “إنصتي أبتها السماوات والأرض ، ولتسمع الأرض أقوال فمي” ، هي عبارة عن تاريخ موجز لبني اسرائيل ، يذكرهم بأخطائهم ويحذرهم لتجنب تكرار تلك الأخطاء ، والا فالطامة الكبرى .
عدد كلمات هذه الآيات 19 كلمة ، وبجمع الرقمين = 10 ، يشير هذا الرقم الى الوصايا العشر .
وأما عدد أحرف هذه الآيات = 84 وبجمع الرقمين = 12 يشير هذا الرقم الى الأسباط الإثني عشر.
لقد شهّدَ الرسول موسى بن عمران أمين بيت الله ، على شعبه والكون بأسره على الأرض ، الملائكة في السماء ، يمنحهم رجاء لا وجود له الا في الإتكال على الله .
إن التوجه الى السماء كان يقصد النبي الأمين الى ما يكمن فيها من كنوز كالمطر والندى والضباب والرزاز ، حتى لا تبخل بالعطاء على هذه الأمة والأمم الأخرى ، عن طريق نزول المطر رويداً رويدا لكي لا تنزلق التربة والحقول .
العبادة عند شعب بني اسرائيل تحرك كل الحواس لتعزيز معنى الطقوس، في كيفية نزول المطر ، ونزول قطر الندى إنها صورة حية ، فالعبادة عند الاسرائيليين تلمس كل جوانب الحياة . فبنزول المطر هبة من السماء تروي التربة والأشجار والمزروعات والحقول .
ويغذي عشبها الطل ، مثله كمثل شجرة الحياة ، من يأكل منها تطول حياته على الأرض ، وأيضا الضباب عامل في زيادة أيام عشب على الأرض . مثل هذه الأمثلة التي اطلق عنانها نبي الله ورسول وكليمه في انشودة الوداع هذه ، كان يبغي المقارنة بين حياة شعب بني اسرائيل الحيوية ، وبين هطول المطر والطل والرزاز والندى .
كان كل رجائه هذا تقرب الشعب الاسرائيلي من الله خالقهم ، رب العالمين حافظهم ، وعبادته دون سائر الآلهة الأخرى ، على أمل ان يتعظوا مما حدث لآبائهم واجدادهم في الماضي .
من هذه الآيات علمنا على أن هناك سبع سماوات ، لأن السماء جاءت بلغة الجمع “السماوات” ، وأن الأرض مفرد لم ترد بلغة الجمع . ولكي يربط موسى الكليم السماء والأرض ، ربط كلمه انصتي ايتها السماوات ، ولتسمع الأرض اقوال فمي ، بالمطر والندى والطل والرزاز ، الهاطلين من السماء لإرواء الأرض كل على حدا .
وهكذا هي حياة الانسان ، رب العالمين الذي خلق الانسان على الأرض ، عليه أن يربط نفسه بخالقه بالتهليل والعبادة والصلاة ، متوجها الى الله في السماوات العلا .
دعونا دائماً نقول: “باركنا يا الله اينما حللنا وأينما حطت رحالنا ، لأن بركة المكان تدوم ما دام الايمان حليفنا “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *