الصلوات عند السامريين 3
كي لا تدنس الأرض تحت سكانها بسبب تَعَديهمْ للشرائع السماوية ، وتغييرهم التعاليم والفرائض ، ونكثوهم بالعهود ، كان ولا بد من ان يتوجهوا بصلواتهم الى الباري من اجل حمايتهم وأسرهم وشعوبهم .هذا ما افادتنا به الشريعة المقدسة “التوراة” ، عبر آياتها وسورها واسفارها، لتؤكد لشعب بني اسرائيل ، على ان الصلوات ومن ضمنها الركوع والسجود لرب العالمين ، هي من جملة الوصايا والفرائض التي أوصى بها الله بني اسرائيل من ضمن 611 وصية.
والدلائل التي تشير الى مثل هذه التعاليم والوصايا في التوراة كثيرة وعديدة . فعندما ارسل ابراهيم عليه السلام عبده اليعازار لإختيار زوجة الى ولده اسحاق .
ولما كان اسحاق على فارغ من الصبر ينتظر قدوم قافلة اليعازار ، حيث جاء في الشريعة المقدسة قولها: “خرج اسحاق ليتامل (يصلي) في الحقل عند اقبال المساء ، فرفع عينيه ونظر واذا جمال مقبلة ، ورفعت رفقة عينيها فرأت اسحاق فنزلت عن الجمل” (تكوين 24: 62)
في بركة اسحاق لولده يعقوب ، جاء فيها يعطيك الله من ندى السماء ومن دسم الأرض ، وأردف قائلاً: تسجد لك شعوب وقبائل ، فاذا كانت بركة اسحاق نبي الله ليعقوب هكذا ، فكيف يكون الأمر مع رب العالمين خالقنا ومعيلنا وشافينا ؟
لذا ، جاء في الشريعة المقدسة بخصوص هذه البركة قولها: “ليُستَعبدْ لك شُعوبْ ، وتسجُد لك قبائل ، كُن سيداً لإخوتك، وليَسجد لك بنو أُمك ، ليكن لعنوك ملعونين، ومباركوك مُباركين” . (تكوين 27: 29)
وجاء في الشريعة المقدسة أيضاً ، عندما رفع يعقوب عينيه ونظر واذا عيسو مقبلٌ ومعه أربع مئة رجل من اجل محاربته وقتله: ” وأما هو فاجتاز أمامهم وسجد الى الأرض سبع مرات حتى اقترب الى أخيه . فركض عيسو للقائه وعانقه ووقع على عنقه وقبله ، وبكى ” (تكوين 33: 3)
هذا يعني أن كل من يذكر الله ويتوسل اليه عبر صلواته ومناجاته ، حيث جاء في التوراة “في المكان التي تذكرني به آتي اليك لإباركك” ، وهذا ما حدث ، عندما ذكره النبي يعقوب بصلواته وسجد الى الأرض سبع مرات أنقذه الله وتحولت العداوة الى اشتياق وقبلات .
واستطردت الشريعة قولها: “فاقتربت الجاريتان هما وأولادهما وسجدنا. ثم اقتربت لية ايضا وأولادها وسجدوا. وبعد ذلك اقترب يوسف وراحيل وسجدا”.