الفاتحة السامرية 3

تتمة شرح: إن بسم الله مناداتي..


ولي الأمانة من غير حيفٍ: عادلاً ومستقيماً هو:
אל אמונה ואין עול: צדיק וישר הוא:
كون كلام موسى الكليم هنا موجه الى الشعب الاسرائيلي والبشرية بحد ذاتها ، هدفه مصلحة هذا الشعب والعالم باسره على حد سواء ، هو يعلم انه في نهاية المطاف سيضلون عن الطريق القويم ، لأن الانسان سيء الظن منذ حداثته هذا ما جاء بشريعته المقدسة . من أجل هذا سيجابهون الكثير من المآسي والويلات والضربات في المستقبل . من أجل هذا شّهد عليهم في مطلع انشودة الوداع هذه السماوات والأرض .
وصف الرسول الله بانه صاحب وفاء ليحقق للأمة الخير ويعمهم الحب ، فالامانة يجب أن تلتزم فيها البشرية جمعاء ، كونها علامة من علامات الايمان والعبادة ، كونه هو وليها .

 

لقد وعد الله شعب بني اسرائيل أن يكون أميناً على مستقبلهم ، بميثاقه مع آباء اسرائيل ابراهيم واسحاق ويعقوب ، ليجعلهم أمة عظيمة ويباركها ويعظم اسمها ويكثر نسلها ، ويتبارك فيكم وفي نسلكم جميع قبائل الأرض .
فالامانة אמונה تتضمن هذه الكلمة في طياتها من حيث حروفها ، الكثير من الالغاز والاسرار ، اذ يكمن في أحرفها: الآلف سر اسم الذات الالهي אל ، وحرف الميم كنز السماء من الماء ، والواو الذي يتعلق من كلمة ווי ، وحرف النون يعني بالعبرية القديمة نسيم الحياة ، وأما حرف الهاء التي تشير الى خمسة اسفار الشريعة ونصائحها بتعاليمها ووصاياها.
إبتغى الرسول هنا اعلامنا ، إن الله ولي الامانة من غير حيفٍ ، وبما ان الله خلق الانسان على صورته وشبهه ، علينا نحن ابناء البشرية أن نكون هكذا ، من غير ظلم وجور ، علينا بالحذر والانتباه ، فاذا ما خانت البشرية الأمانة ، هي الخيانة بحد ذاتها ، انها من علامات البشر عدم الرضى والنفاق .
فالصدق والعدل هو من صفات الله ، هنا يبغي الرسول الكليم الأمين أن ينقل لنا الصورة الحقيقية على ما سيحل بنا مستقبلاً .
فإذا ما آثرنا على ترك مثل هذا الصدق والعدل جانباً . أعلمنا لينصحنا ، وإلا فالويل الويل سيصيبنا ، الرسول هنا من مكارم أخلاقه نصحنا لأنه أمين بيت الله يعلم ما سيحل بنا وبالبشرية في المستقبل ، ولأن الله هو المستقيم سيحاسب بآمانة .
اذكر الله خالقك في كل مكان تحط رحالك فيه بالتهليل والتكبير ، حتى يأتي اليك ويباركك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *