الله قبل الخليقة.. اله البحر

في تفسيرنا التطبيقي لكلمة “اللــه” אלהים אל – הים، نشير إلى الله الخالق، إذ في البدء خلق السماوات والأرض، وكانت الأرض خالية وخاوية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله ترفرف على وجه المياه. 

كل هذا أوجده الله قبل أيام الخليقة الستة، ما يعني أنه لم يكن هناك اي نسمة حياة لا لإنسان ولا حتى لحيوان قبل الخليقة، ومن هنا عُرف الله אל – הים بــ الـه – البحر. وينطبق هذا التفسير أيضاً على ابتداء الشريعة المقدسة بكلمة בראשית “في البدء”، وقد ابتدأت التوراة “خمسة أسفار موسى” بحرف الباء ב “في البدء خلق الله” وتفسير الآية “الله الأزلي” هو من أوجد الكون، لذا جاء الحرف الأول من الأحرف العبرية القديمة الهجائية للخالق “الله” אלהים، والحرف الثاني בראשית جاء لبدء الشريعة المقدسة والتي هي أيضاً أزلية.

 وعند تأملنا في 21 كلمة من الآية בראשית……. המים التي أشرنا لها في مستهل موضوعنا هذا، نجد أن عددها يساوي في الجمتريا أي القيمة العددية لكلمة אהיה الأزلي، ما المقصود هنا؟ أنه حين خلق الله الكون، خلق السماوات والأرض والغمر والظلمة، وروح الله ترفرف على الغمر، لذلك عُرف الله بــــــ “الــه – البحر” אל – הים. 

والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا كان يُعرف اسم الله قبل خلق هذا الكون؟ هنا جاء كلام الله الى موسى في السفر الثاني “الخروج” الإصحاح 3 الآية 14: אהיה אשר אהיה “الأزلي الذي لم يزل”. 

وقال الله ايضا لموسى: “هكذا تقول لبني اسرائيل: “الله إله آبائكم، إله ابراهيم واله اسحاق واله يعقوب أرسلني اليكم، هذا اسمي الى الأبد، وهذا ذكري الى دورٍ فدور”. יהוה אלהי אבתיכם אלהי אבראם ואלהי יץחק ואלהי יעקב,, שלחני אליכם; זה שמי לעולם ,, וזה זכרי לדר ודור. التوراة اعلمتنا أن اسماء الله تتعدد وفق الزمان والمكان وبحسب الظروف، ومن بحثنا هذا عرفنا أن اسم الله قبل أن يخلق الكون، كان “الأزلي الذي لم يزل” אהיה אשר אהיה ومجموع “الجمتريا” القيمة العددية لاسم الذات الالهية هذا 543 تساوي 12 وهو عدد أسباط شعب بني اسرائيل الاثني عشر، وإذا ما اضفنا عدد أحرف هذه الآيات نحصل على الرقم 80 وهو عمر موسى الكليم حينما تنباه الله سبحانه وتعالى. وكما ذكرنا اعلاه، هذه علامات غير قابلة للنقاش وتضم رموز ومعانٍ لتؤكد أن الله خلق الكون والخليقة من بعده، لأجل شعب بني اسرائيل الذي اتخذه ابناً له “ابني البكر اسرائيل” בני בכורי ישראל. التطبيقات التفسيرية في الشريعة المقدسة “التوراة” لا تقف عند حد، ولقد اخترت هنا شرح بعض التطبيقات فقطـ، إذ أن تفسير مثل هذه الآيات يلزمه مجلدات، ففي الآية الأولى التي ابتدأت فيها التوراة: “في البدء خلق الله السماوات والأرض” בראשית ברא אלהים את השמימ ואת הארץ;، شرح اسم שמימ هذا الاسم مركب من مقطعين שמ – ימ بمعنى هناك – بحر.

ويعود السبب في تفسيرنا لهذا الاسم هكذا، إلى أن السماء هي ماء، وهذا ما أكدته الشريعة المقدسة في اليوم الثاني للخليقة قولها: “وقال الله: ليكن جلد في وسط المياه، وليكن فاصلاً بين مياه ومياه، فعمل الله الجلد، وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد وكان كذلك، ودعا الله الجلد سماء”.

وأما بخصوص الأرض ארץ، اسمها يتركب من حرف الألف (أ) א ، وكلمة يدور רץ، א – רץ، وهكذا هي الحركة الطبيعية للأرض تدور، وبالتالي لا جديد تحت الشمس، فإن منبع المعرفة الكونية جميعه مدون في الشريعة المقدسة.

ومع ذلك إذا اخذنا اول حرف א من ארץ “أرض”، وأول حرف ש من שמימ “سماء” لأصبح اسم אש نار، وهذا تعبير رمزي لطبيعة حياة الجحيم للإنسان ما بين السماء والأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *