اسحاق عليه السلام
اسحق بن ابراهيم هو الأب الثاني لشعب بني اسرائيل، وحين وعد الله سارة زوجة ابراهيم بأنها ستلد ابناً ، ضحك ابراهيم وزوجته سارة لأن أمراً كهذا من الصعب تصديقه لكبرهما في السن، من اجل هذا دعا ابراهيم اسم ابنه اسحاق (ضحك).
ختن ابراهيم إبنه اسحاق في اليوم الثامن كما أمره الله، وهو أول انسان في الوجود يقع عليه حكم الختانة في اليوم الثامن، والالتزام بالوفاء للقيام بهذا العهد.
اتصف اسحاق بالتقوى والايمان وحب العبادة والصلاة، وبمحبته لأمه وزوجته، وكذلك مسالمته للغير، وورد اسمه مقترنا مع ابراهيم ويعقوب بصفتهم آباء شعب بني اسرائيل. ويذكر أن كل ما يقارب التسعون سنة، لا بد وأن يحدث قحطاً شديداً في البلاد الكنعانية، هذا بحسب ما يذكره التاريخ، وعندما حدث ثانية في الأراضي الكنعانية قحط في زمن اسحاق، غير الذي حدث في زمن ابراهيم، قرر اسحاق النزول الى مصر.
طلب منه المولى بعدم النزول، ووعده رب العالمين بان سيكون معه ويباركه ويعطي نسله جميع هذه الأراضي، وسيوفي بالقسم الذي اقسم لإبراهيم. قائلاً: “ولتتبارك في نسلك جميع أمم الأرض. وأكثر نسلك كنجوم السماء، كل هذا من أجل أن ابراهيم سمع لقولي وحفظ أوامري وفرائضي وشرائعي” (تكوين 26: 5)
فأقام اسحاق في جرار (بئر السبع) عند ابيمالك ملك فلسطين، حفر فيها عبيد اسحاق سبع آبار ماء، من اجل هذا اطلق عليها بئر السبع. وبعد ان حدث خصام بين عبيد اسحاق ورعاة جرار، قال له المولى :”أنا اله ابراهيم ابيك، لا تخف لأني معك، وأباركك وأكثر نسلك من اجل ابراهيم عبدي” (تكوين 26: 24)
وتعاظم اسحاق كثيراُ، فكانت له مواشي من الغنم والبقر وعبيد كثيرون، فحسده الفلسطينيون، وقاموا بطمر الأبار التي حفرها عبيدو والده ابراهيم في هذه المنطقة، وعندما طرده ابيمالك ملك الفلسطينيون قائلا: “اذهب من عندنا لأنك صرت اقوى منا “، فمضى اسحاق ونزل في وادي جرار واقام هناك وحفر اسحاق أبارا للماء في هذه المنطقة وطمروها عبيد ابيمالك ثانية.
ولما كان في عهد ابراهيم ان هذا النبي قد شكى من الأعمال التي كان يتصرف بها عبيد ابيمالك الى ملك الفلسطينين ، انكر هذا الملك بأنه لا يعلم من الأمر شيئاً، تم عقد صلحاً بينهما.ولم يختلف الأمر كثيراً عما كان في عهد يعقوب عليه السلام من مضايقات وملاحقات وقتال وخصام بين أولاده وعبيده من جهة وبين الفلسطييين سكان تلك المنطقة.لهذا منذ ذلك التاريخ وحتى وقتنا الحاضر، فان الخصام ما بين الفلسطينيين وبين الاسرائيليين ليس وليد القرن العشرين، بل وليد أربعة الاف سنة.