“نوح عليه السلام”
وكان العاشر من آدم عليه السلام، نوح الأب الثاني للبشرية، الذي ولد في سنة 707 للخليقة، وهذا يعني أن من أطلق عليه هذا الاسم آدم عليه السلام الذي عاش 930 عاماً، قائلاً: “وهذا يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا من قبل الأرض التي لعنها الله” (تكوين 5: 29)
لولا هذا الانسان لأصبحت البشرية في خبر كان، كونه كان باراً، كاملاً، سار مع الله الذي احتل المرتبة العاشرة من سلالة الأذكياء والصديقين الطاهرة: آدم – شت – انوش – قينن – مهلليل – يارد – خنوخ – متوشالح – ليمك – نوح.
بعد ان امتلأت الأرض ظلماً، ورأى الله الأرض فاذا هي قد فسدت، اذ كان كل البشر قد أفسد طريقه على الأرض، وأن شر الانسان قد كثر وأن كل تصوره أفكار قلبه هو شرير كل يوم، وعملوا الشر واقترفوا الآثام وخرجوا عن الطريق، فحزن الله انه عمل الإنسان في الأرض، وأما نوح فوجد نعمة في عيني الله، لصلاحه وصدقه وقوة ايمانه وتقواه.
من هنا أرسل الله الطوفان في سنة 1307 للخليقة، كحكماً الهياً على البشرية جمعاء لفسادها، ولم يبقى صالحاً في ذلك الزمان الا نوحاً الصادق الصالح، حيث انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم، وانفتحت طاقات السماء، حتى غمر الماء الكون باكمله، وغطت المياه جميع الجبال وحتى الشامخة منها.
“نهاية كل البشر قد اتت أمامي، إن الأرض امتلأت ظلماً منهم، فها انا مهلكهم مع الأرض”، هذا ما كان من كلام الله مع نوح عليه السلام، طالباً منه صنع فلكاً من خشب الجفر، وتابع الله كلامه مع نوح قائلاً: “فها انا آتٍ بطوفان الماء على الأرض لأهلك جسد كل روح حياة من تحت السماء، كل ما في الأرض يموت، ولكن أقيم عهدي معك، فتدخل الفلك انت وبنوك وإمراتك ونساء بنيك معك”. (تكوين 6: 17 – 18)