عيد الفسح السامري والفطير

عيد الحرية من أكبر الأعياد السامرية، يأتي إحياءً لذكرى خروج شعب بني اسرائيل من مصر وتحررهم من عبودية فرعونها وعبيده، ذكر بالتوراة باسم الفسح لأن الله فسح عن شعب بني اسرائيل حين ضرب أبكار المصريين وأنقذ أبكار الاسرائيليين، في ليلة تحررهم من العبودية المصرية. هو عيد ديني وموسمي اذ يستقبل فصل الربيع في كل عام.

يكون هذا العيد في  ليلة الرابع عشر من الشهر الأول العبري حسب التقويم العبري السامري ، حيث خرج شعب بني اسرائيل من مدينة رعمسيس التي تقع إلى الشرق من الدلتا المصرية في منتصف هذه الليلة، متجهين نحو الأراضي الكنعانية، و حدث أن الله ضرب كل بكر في أرض مصر، وكان الصراخ عظيماً في مصر، فلم يخلو بيت من ميت. فدعا فرعون موسى وهارون ليلاً وقال لهم: ” قُومُوا اُخْرُجُوا مِنْ بَيْنِ شَعْبِي أَنْتُمَا وَبَنُو إِسْرَائِيلَ جَمِيعًا “.( خروج 12: 31)

كما وكلم الله موسى وهارون في أرض مصر قائلاً : ” هَذَا اَلشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأْسَ اَلشُّهُورِ ”  (خروج 2:12)  وفي العاشر من هذا الشهر يأخذ السامري شاةٌ بحسب بيوت الآباء، شاة للبيت صحيحة ذكراً ابن سنةٍ من الخراف أو من الماعز وتحفظ حتى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر. ثم يقدم القربان كل جمهور جماعة اسرائيل في العشية، ويأخذون الدم شوياً بالنار مع فطير على أعشاب مرة يأكلونه. ويجعلونه على القائمتين والعتبة العليا في البيوت التي يأكلون فيها.

منذ 3663 عاماً وحتى يومنا هذا لا زال السامريون يقدمون قرابينهم، كعهد وذكرى عطرة معبرين عن شكرهم وامتنانهم لخالقهم الذي حررهم من عبودية فرعون مصر وعبيده، فيحتفل السامريون شيبهم وشبابهم نسائهم وأطفالهم جميعهم يرتدون اللباس الأبيض الموحد، وأحذيتهم في أرجلهم  وعصيهم في أيديهم ويأكلونه على عجلة.

وعند الخروج من مصر حمل الشعب عجينهم قبل أن يختمر، ومعاجنهم مصرورة في ثيابهم فوق أكتافهم وارتحلوا من مدينة رعمسيس الى محطة سكوت ” العريش”، وخبزوا العجين الذي اخرجوه من مصر خبز ملَّةٍ فطيراً، اذ أنه كان غير مختمر، ويعزى عدم إختماره أنهم طردوا من مصر وصعب عليهم أن يتأخروا، فعجزوا أن يصنعوا لأنفسهم زاداً. كما جاء في الشريعة المقدسة قوله:” سِتَّةُ أَيَّامٍ تَأْكُلُ فَطِيرًا ، وَفِي اَلْيَوْمِ اَلسَّابِعِ عِيدٌ لِلَّهِ ” خروج (6:13) فيكون بذلك عيد الفطير العيد الثاني من سلسلة الأعياد السامرية الدينية ، ومدته سبعة أيام مباشرة بعد ليلة الفسح .

وكما ذكرت الشريعة خلال أيام الفطير لا يؤكل شيء مختمر، ويبعد كل خامر من البيت أما اليوم السابع من عيد الفطير يحج السامريون على قمة جبل جرزيم . ” سَبْعَةَ أَيَّامٍ لَا يُوجَدُ خَمِيرٌ فِي بُيُوتِكُمْ. فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكْلَ مُخْتَمِرًا تُقْطَعُ تِلْكَ اَلنَّفْسُ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ ، اَلْغَرِيبُ مَعَ مَوْلُودِ اَلْأَرْضِ. لَا تَأْكُلُوا شَيْئًا مُخْتَمِرًا . فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ تَأْكُلُونَ فَطِيراً” خروج (12 : 19)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *