عيد الفسح

عند غروب شمس اليوم الرابع عشر من شهر أبيب (نيسان) حسب التقويم العبري السامري، يحل عيد الفسح على جبل جرزيم، حيث يعيش السامريون مظاهر الاحتفال والطقوس الخاصة بذكرى خروج شعب بني اسرائيل من مصر بقيادة النبي موسى وتحررهم من عبودية فرعون وعبيده.
 
وفي ليلة عيد الفسح وما يليها من سبعة أيام عيد الفطير الذي يبدأ في اليوم الخامس عشر من هذا الشهر، يجدد السامريون العهد والولاء لله تعالى، ويحتفون بقيم الحرية والاستقلال التي حظي بها آبائهم وأجدادهم.
 
ولهذه الأيام المباركة قدسية خاصة لدى أبناء الطائفة السامرية، حيث يتشاركون فيها، كل عام، كافة الطقوس والتقاليد الراسخة في المجتمع السامري، فيذبحون القرابين ويؤدون الصلوات والشعائر الدينية ويحتفلون بالعيد على وقع الأنغام السامرية.
 
ومن الجدير بالذكر ان تقديم الذبائح شكراً لرب العالمين يجب ان يتم بين العشائين، من المغرب وحتى ظهور النجوم في السماء، ومن ثم تناولها بسرعة مع الفطير وعشبة المارورة التي تذكرهم بسرعة الخروج والحياة المُرة التي عاشها شعب بني اسرائيل في مصر.
 
ويشعر السامريون طيلة أيام العيد بالتقارب والانسجام الاجتماعي، حيث يجتمع الاقارب والاصدقاء شيباً وشباباً ونساءً وأطفالاً للاحتفال وسط أجواء ملؤها المحبة والتسامح والإخاء، وتصدح حناجرهم بالتكبيرات والتهليلات بجميع أنغامها وتتعالى صلوات الشكر لله الواحد الأحد، فيما يتبادلون الزيارات وعبارات التهنئة، والبهجة تعم المكان والنشاط على أشده دون كلل او ملل.
 
وبهذا العيد، تظل قصة الفسح حية في قلوب السامريين، وخالدة تعطر ذاكرة الاجيال المتعاقبة بمعاني الحرية التي نالها آباؤنا وأجدادنا، كما أنه يعتبر فرصة لالتقاط الأنفاس من ثقل الحياة والأيام، حيث يغذي نفوس أفراد المجتمع السامري ويبث فيها روح التضحية والأمل ويرفع من معنوياتهم.
 
ولا يسعني في هذه المناسبة المباركة إلا أن أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لأبناء طائفتي السامرية، والشعب الفلسطيني، والعالم أجمع بمناسبة حلول عيد الفسح، وأسأل الله أن يعيده علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات.