شرح سورة ויטע יהוה אלהים
“وغرس الله جنة في عدن..”
ויטע יהוה אלהים גן בעדן מקדם וישם שם את האדם אשר יצר. ויצמיח יהוה אלהים מן האדמה את כל עץ נחמד למראה הטוב למאכל ועצ החיים בתוך הגן ועץ הדעת טוב ורע. ונהר יצא מעדן להשקות את הגן ומשם יפרד והיה לארבעה ראשים. שם האחד פישון הוא הסובב את כל ארץ החוילה אשר שם הזהב. וזהב הארץ ההיא טוב מאד שם הבדלח ואבן השהם. ושם הנהר השני גיחון הוא הסובב את כל ארץ כוש. ושם הנהר השלישי הדקל הור ההלך קדמת אשור והנהר הרביעי הוא פרת.
وغرس الله جنة في عدن شرقاً، ووضع هناك آدم الذي جبله. وأنبت الله الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر، وجيدة للأكل. وشجرة الحياة في وسط الجنة، وشجرة معرفة الخير والشر. وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة. ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس. اسم الواحد فيشون، وهو المحيط بجميع أرض الحويلة حيث “الذهب”. وذهب تلك الأرض جيد. هناك المقل وحجر الجزع. واسم النهر الثاني “جيحون”، وهو المحيط بجميع أرض كوش. واسم النهر الثالث هداقل، وهو الجاري شرقي آشور. والنهر الرابع الفرات. (تكوين 2: 8 – 14)
وكان أول ذكرْ للجَنةِ حين جاء في الشريعة المقدسة (خمسة أسفار موسى)، بقولها: ויטע יהוה אלהים גן בעדן מקדם ” وغرس الله الإله جنة في عدن شرقاً” .
من هذه الآية التوراتية ، عرفت البشرية عن الجنة وأنهارها وأماكن وجودها، وعن الذهب وأنواعه، والأحجار الكريمة كالمقل والجزع وما شابه، وقد أشار علماؤنا وفقهاؤنا أن مركز هذه الجنة هي جبل جرزيم .
وهذا يعني أن الجنة غرسها الله قبل 6446 سنة من الآن ، ووضع فيها آدم عليه السلام ، بعد أن أنبت فيها كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل ، وهذا يعني أن الله بعث الحاجة قبل المحتاج.
وأما شجرة الحياة جعلها في وسط الجنة ועצ החיים בתוך הגן ، وكان قد أشار حكماؤنا أن شجرة الحياة المقصود فيها “التوراة”.
وعرفت البشرية أن هناك جنة غرسها الله ، يخرج منها أربعة أنهار لتسقي الجنة ، ومن ثم وضع الله آدم فيها ، وسمح له بأن يأكل من كل شجر الجنة ، ما عدا شجرة معرفة الخير والشر، لكنه خالف أوامر مولاه وأكل منها، طرده الله من الجنة إلى المشرق بلاد بابل (العراق) ، كل هذه المعلومات استقاها العالم من الشريعة المقدسة.
من يتعمق في كنه هذه السورة يجد فيها ضالته المنشودة، من حيث مكان وجود الجنة ، نوعية الشجر الذي غرسه الله فيها ، وضع آدم فيها من أجل العمل فيها وحفظها. والأربعة أنهار التي كانت تروي الجنة وأسماء كل منها ، والأماكن التي تجري فيها هذه الأنهار، ونوعية الذهب والأحجار الكريمة كالمقل والجذع.
من خلال هذا التعمق والاستنتاج، يصل الإنسان منا إلى معرفة حقيقة هذا الكون أكثر فأكثر، وأن هناك واحدٌ أحد هو الصانع لكل هذه الموجودات، وليس أحد سواه، إنه القادر على كل شيء، الله الخالق رب العالمين.
فالجنة موقعها الأراضي المقدسة، حدودها من النيل إلى الفرات، هذا ما أعلمتنا به التوراة، والدليل على هذا، أراد الله أن يضع آدم أمام مسؤولية كبيرة بالعناية بالجنة، وأوصاه ألا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر، ومع ذلك أعطاه الحرية في اختياراته ، فإذا التزم بإطاعة مولاه هناك مكافأة له ، وهناك عواقب خطيرة لمن يختيار العصيان .
وهذا ما جرى لآدم عندما خالف أوامر مولاه اذ طرده من الجنة بعد مكوثه فيها يوما كاملاً فقط ، ليقيم شرقي جنة عدن ، الى بلاد اشور (العراق) ووضع الكروبيم ولهيب سيفٍ لحراسة طريق شجرة الحياة.
جاء في التوراة بأن الجنة يخرج من وسطها نهرٌ يرويها ، ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس هي: النيل الأبيض (فيشون)، والنيل الأزرق (جيحون) حيث يتجهون الى شمالي الجنة اسم الواحد فيشون، وهو المحيط بجميع أرض الحويلة حيث الذهب (نيجريا)، وذهب تلك الأرض جيد. هناك المقل وحجر الجزع. واسم النهر الثاني جيحون، وهو المحيط بجميع أرض كوش (السودان) ، ونهري دجلة (هديقل) والفرات ليرويان جنوبها، ومواقعها شرقي آشور (العراق) .
لربما يتساءل البعض: كيف لأنهار الجنة الأربعة هذه ، أن تصل إلى جريانها هكذا الآن ؟ !!