الرعاية الالهية.. ويوسف الصديق  5

الرعاية الالهية.. ويوسف الصديق  5


بحسب ما جاء في الشريعة المقدسة وضمن الأية الشرعية القائلة: “فترك ثيابه في يدها وهرب الى الخارج”. وهذا يعني ان يوسف تخلص منها عنوة، على الرغم أنها قبضت عليه، وضيقت الخناق، مستلحمة ضده الى اسوأ الاحتمالات، كل هذا من اجل الظفر به، وهذا مما لا يجعل هناك مجال للشك، انه فكر لا من قريب ولا من بعيد او حتى للحظة واحدة أن يمسها، ومع ذلك بعد ان أمسكت به وتمكنت من ثيابه، آثر الهروب من البيت عارياً على الا تظفر به، كل هذا من اجل ان يرتاح ضميره بالهروب، ليحوز على مرضاة الله وضميره.
ولما أصبح الأمر مكشوفاً على الملأ، ولا تستطيع زوجة فوطيفار اخفائه، لا بد من تبرير موقفها بخروجه عارياً من منزلها بقولها: “دخل الي العبري الذي جئت به الينا ليداعبني”
בא אלי העבד העברי אשר הבאת לנו לצחק בי
كان القصد من سياق كلامها هذا، ان العبرانيين وكما يعتقد المصريين على انهم شعب ليس بمستوى المصريين، اقل منهم درجات، وتعني هنا ان العبد العبري اهانة، لا يستطيع ان يجالسهم اوحتى الأكل معهم. وهذا ما اوضحته لنا الآية التوراتية الشرعية والقائلة:
כי לא יוכלון המצרים לאכל את העברים לחם: כי תועבה היא להם:
لقد وضعت ثوبه بجانبها حتى حضر سيده الى بيته، فكلمته بمثل هذا الكلام، لتبرر تصرفها هذا امام زوجها، فقد وضعت اللوم عليه ، كيف أتى بعبراني الى بيتها من أجل أن يداعبها؟
ויהי כשמע אדניו את דברי אשתי: “فكان لما سمع سيده كلام إمرأته”
بسبب إنشغال رئيس الشرط “فوطيفار ” بمنصبه الحساس هذا وعلى مدار الساعة، مما اضطر أن يتخذ قراره بسرعة ضد يوسفدون أن يحقق في الأمر، فيما اذا كان كلامها صحيحاً أم افتراء، لأنه لو كان واثقاً بأن يوسف عمل صنيعه هذا ضد زوجته لأمر بقتله على الفور، مع أنه “حمي غضبه” ויחר אבו”
لقد كانت قراراته بالنسبة لشخصه ومنصبه كسياف الملك،صارمة وشديدة البأسوالبطش، ولما كان الشك قد دخل قلبه من اتهام زوجته له بالتعدي عليها، لهذا أخذ قراره بوضعه بالسجن فقط. جاء في شرح الأول لمسلم بن مرجان الدنفي قائلاً:
טובי למי טובות פניו יזרע: יהי מצליך ופני אדונו מזרע: ואוי למי יהי פעליו רע: יקצר נחמות: ובאש ישרף באחרה:
“هنيئاً لمن يصنع الإحسان أمامه من أجل نجاحه، ليشرفه مولاه، والويل لمن يصنع الشر ليحصد الندم، يُحرق بنار الآخرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *