تسلسل الخليقة 4
“أبناء نوح وبداية التنوع العرقي”
لقد عاش الأزكياء والصديقين منذ ان طرد المولى آدم من الجنة في المشرق (بلاد شنعار) ، وبقيت هذه السلالة حتى الخامس عشر منهم في بلاد الشرق،وبما ان نوح هو العاشر منهم ، نقول عاش نوح أيام حياته في بلاد ما بين النهرين وعاصر الصديق نوح كل من الأزكياء يارد ، ميتوشالح و ليمك لكنهم هلكوا و نسلهم في الطوفان سنة 1307 للخليقة.وولد لنوح ثلاثة اولاد حيث جاء في الشريعة المقدسة قولها:
“وكان نوح ابن خمس مئة سنة. وولد نوحٌ: ساماً وحاماً ويافت” .(تكوين 5: 32) ، ذكرت التوراة أولاد نوح سوية في هذه الآية الا أن هناك تفاوت في أعمارهم حيث ذكرت آية اخرى:
” كان نوح رجلاً باراً كاملاً في أجياله، سار نوح مع الله. وولد نوح ثلاثة بنين * سام و* حام و* يافت “(تكوين 6: 9)
في التوراة باللغة العبرية القديمة كل * استبدلت ب (את) والتي تعني ال التعريف ، أي كل اسم من اسماء اولاد نوح عليه السلام سبقته ال التعريف لتوضح التفاوت في الأعمار بين الأخوة الثلاثة حيث :
- الأصغرمن أولاد نوح ذكرته التوراة بوضوح وهو حام حيث جاء في آياتها:
“وَابْتَدَأَ نُوحُ يَكُونُ فَلَّاحًا وَغَرَسَ كَرْمًا . وَشَرِبَ مِنَ اَلْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ ، وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجًا ” وهنا أفادت ” فَلَمَّا اِسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ ، عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ اِبْنُهُ اَلصَّغِيرُ ” (تكوين 9: 24-21)
- وحددت التوراة أن سام هو الكبير بقولها :
” وَ سَامٌ أَنْجَبَ أَبُو كُلُّ بَنِي إيبَرْ ، أَخُو يِيفِت اَلْكَبِير، وُلِدَ لَهُ أَيْضًا بَنُونَ.” (تكوين 10: 21)
و كما نلاحظ في سطور التوراة في السفر الاول الاصحاح العاشر حيث ذكر تسلسل أبناء نوح أن التوراة بدأت بذكر بنو يافت لأنه البكر .
” بنو يافت :جومر وماجوج …..”(تكوين 10: 5-2)
- أما بالنسبة للأخ الأوسط سام ، ذكرت عنه التوراة في سفر التكوين:
“هَذِهِ مَوَالِيدُ سَامٍ : لَمّا كَانَ سَامٌّ اِبْنَ مِئَةِ سَنَةٍ وَلَدَ أَرْفِكْشَدْ ، بَعْدَ اَلطُّوفَانِ بِسَنَتَيْنِ (تكوين 11: 10)
وبالرجوع للايتين :
“وكان نوح ابن خمس مئة سنة. وولد نوحٌ: ساماً وحاماً ويافت” .(تكوين 5: 32)
” ولما كان نوح ابن ستمائة عاماً صار طوفان الماء على الأرض”. (تكوين 7: 6)
نرى أن سام هو الاصغر، أما يافت هو الكبير وعمره 100 عام عند بدء الطوفان ، أما سام كان 100 عند ولادة أرفكشد وكما حددتها الآية بعد الطوفان بسنتين ،أي عمر سام 97 عام وقت الطوفان .
( عمرسام وقت الطوفان = عمرالأبوة بعد الطوفان بسنتين – (مدة الطوفان سنة + سنتين بعد الطوفان )
= 100-(1+2)
عمرسام وقت الطوفان = 97 سنه أي ان يافت أكبر من سام 3 سنوات
- كما أُشير هنا ” وهذه مواليد بني نوح: سام وحام ويافت”. (تكوين 10: 1 ) بأن الشريعة المقدسة ذكرت اسم سام اولاً مع أنه ليس الأكبر سناً بين اخوته وذلك لأن تسلسل الأزكياء والصديقين سيكون منه فقط ، من المعروف أن حام هو الأصغر سناً ، ومع ذلك كانت الشريعة المقدسة تذكره في كل مرة بعد سام.
لقد عاش نوح مزارعاً فذكرت الشريعة بأنه غرس كرما وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خباءه. ولما أبصر ابنه حام عورته، أخبر اخوته بما رآه، فأخذ سام ويافت الرداء ووضعاه على اكتافهما ومشيا به الى الوراء فسترا عورة ابيهما دون أن يبصراها. وما أن علم نوح بما فعله الصغير حام، قال : ملعون كنعان! عبد العبيد يكون لأخوته كما وقال : مبارك الله اله سام. وليكن كنعان عبدا لهم.
“وَابْتَدَأَ نُوحُ يَكُونُ فَلَّاحًا وَغَرَسَ كَرْمًا . وَشَرِبَ مِنَ اَلْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ ، وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجًا . فَأَخَذَ سَامٌ وَيِيفِت اَلرِّدَاءَ وَوَضْعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيا إِلَى اَلْوَرَاءِ ، وَسَتَرا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى اَلْوَرَاءِ . فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا . فَلَمَّا اِسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ ، عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ اِبْنُهُ اَلصَّغِيرُ ، فَقَالَ : مَلْعُونٌ كَنْعَانُ! عَبْدَ اَلْعَبِيدِ يَكُونُ لِإِخْوَتِهِ . وَقَالَ : مُبَارَكٌ اللهُ إِلَهُ سَامٍ . وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ. لِيَفْتَحَ اَللَّهُ لِيِيفِت فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنَ سَامٍ، وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ “. (تكوين 9: 27-20)
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا لم يلعن ولده حام بل قام بلعن حفيده كنعان؟
الحقيقة كما ذكرتها الشريعة بقولها بعد الطوفان مباشرة :
“وَبَارَكَ اَللَّهُ نُوحًا وَبَنِيهِ وَقَالَ لَهُمْ : أَثْمِرُواَ وَأَكْثُرُوا وَامْلَأُوا اَلْأَرْضَ.”( تكوين 1:9)
حيث كان الله قد بارك نوح وأولاده الثلاثة سام وحام ويافت ، فكيف يلعن نوح من باركه الله سابقاً. لذا جاءت اللعنة إلى حفيده كنعان بن حام.
إن أولاد نوح الثلاثة هؤلاء، هم الذين كانوا وما زالوا يمثلون الجنس البشري من حيث لون البشرة. فكل اسم منهم يمثل لونا خاصاً حيث :
- اسم سام مشتق من السلالة السامية ولون بشرتهم قمحية. ويسكنون قارة اسيا.
- وأما حام فسلالتهم الحاميين ولون بشرتهم داكن ويسكنون قارة افريقيا.
- ويافت ذوو البشرة البيضاء و منه السلالة الاوروبية. ويعني اسمه الحسن او الجمال.
منذ ان وزع المولى البشر على وجه البسيطة في زمن فالج الذي عاش بين سنوات 1708 ـ 1947 للخليقة، اي قبل 4502 من الآن وحتى يومنا هذا، ألوان البشر لم ولن تتغير.
من الجدير بالذكر بخصوص تقسيم وتوزيع هذا التجمع السكاني على جميع الأرض ، حدث في عهد الخامس عشر من سلالة الأزكياء والصديقين ، والتي استمرت حياتهم في بلاد ما بين النهرين كما ذكرت في بداية المقال و حتى بدأوا في بناء برج بابل في العراق ، حينئذٍ بلبل الله السنتهم وفرقهم في بقاع العالم منذ ذلك التاريخ ، اي في عهد الخامس عشر “فالج” من اجل هذا اطلقوا عليه هذا الاسم ، وكان هذا ما بين سنوات 1708 – 1947 للخليقة (اي قبل 4741 – 4502) .
حيث جاء في الشريعة المقدسة قولها:
“ولعابر ولد ابنان: اسم الواحد فالج لأن في أيامه قُسمت الأرض، واسم اخيه يقطان” (تكوبن 10: 25)
هذه هي السلالة الأولى من سام التي انتقلت من شنعار في العراق الى منطقة الأراضي المقدسة ويكون سكناهم فيها لأول مرة في التاريخ البشري حيث جاء في التوراة المقدسة قولها:
“من هؤلاء تفرقت جزائر الأمم باراضيهم، كل انسان كلسانه حسب قبائلهم بأممهم”. (تكوين 10: 5).
تعرض الصورة التالية جزء من التسلسل التاريخي لسلالة الأزكياء والصديقين كما ذكرته التوراة السامرية :