الــــدم הדם
لقد أسهبت الشريعة المقدسة في شرحها عن الدم، لكونه “النفس هي الدم” حيث جاء في التوراة قولها:ואת דמכם לנפשותיכם אדרש..מיד כל חי אדרשנו : מיד האדם.. מיד איש ואחיו: אדרש את נפש האדם: שפך דם האדם .. באדם דמו ישפך:“واطلب انا دمكم لأنفسكم، من يد كل حي أطلبه، ومن يد الانسان أطلب نفس الإنسان، من يد الانسان أخيه، سافك دم الانسان بالإنسان يُسفك دمه”. (تكوين 9: 5 – 6)
حين قتل قايين أخاه هابيل، فقال الله لقايين: קול דם אחיך.. צעק אלי מן האדמה “صوت دم أخبك صارخٌ اليّ من الأرض”. (تكوين 4: 11)
لربما يتساءل الإنسان منا، ما الداعي لكل هذه التهديدات من قبل المولى للإنسان القاتل “سافك الدم” ؟والجواب: “لأن الله على صورته صنع الإنسان”. כי בצלם אלהים עשה את האדם
القرابين فرضها الله على شعبه الاسرائيلي من أجل التكفير عن خطاياهم، سواء أكانت المحرقة، والسلامة وذبيحة الخطية وذبيحة الإثم، وغيرها من التقدمات والذبائح، معظمها يحوم حول الدم، منها يجب ان يرش الكهنة الدم مستديراً على المذبح الذي لدى باب خيمة الاجتماع، أو ان يغمس الكاهن اصبعه في الدم وينضح من الدم سبع مرات أمام الله لدى حجاب القدس .
فالدم هو سائل في جسم الانسان، يدور في جميع انحاء الجسم عبر الأوعية الدموية عن طريق ضخ القلب في الكائنات ذات الرئتين، ووظيفته الدفاع عن الجسم، والتوازن المائي بالجسم، وتنظيم حرارته، وإزالة المخلفات ، وايقاف النزيف.
من أجل هذا جاء في الشريعة المقدسة قولها: כי הנפש הוא הדם “إن النفس هي الدم”.
يجري الدم في كل أجزاء الجسم، بواسطة الجهاز الدوري الذي يتألف من القلب وشبكة واسعة من الأوعية الدموية ومن الدم نفسه.
الدم الشرياني يحمل الأكسجين من الهواء المستنشق الى أنسجة الجسم، وينقل الدم الوريدي ثاني اكسيد الكربون من الأنسجة في الرئتين لتتم عملية الزفير، ويتكون من خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء ، والبلازما والصفائح الدموية، حرارته الطبيعية 37 درجة مئوية. يشكل 8 % من كتلة الجسم.
والسؤال الذي يطرح نفسه، حين جبل الله الإله آدم تراباً من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة، فصار آدم نفساً حية، من أين جاء الدم للإنسان؟
اليس من التراب .
عندما وعد الله موسى بخلاص شعب بني اسرائيل قائلاً: ” الان انظر ما انا افعل بفرعون، فإنه بيد قوية يطلقهم، وبيد قوية يطردهم من أرضه “. ((خروج 5: 23)
وكانت المعجزة الثانية من سلسلة المعاجيز الإثني عشر “بتحويل الماء الى دم” ، حيث جاء في الشريعة المقدسة قولها: “هنا رفع العصا وضرب الماء الذي في النهر أمام عيني فرعون وأمام عيون عبيده، فتحول كل الماء الذي في النهر دماً”. (خروج 7: 20)
الكثير من الناس لا يؤمنون بمثل هذه المعاجيز، على الرغم من أن جميع الكتب السماوية ذكرتها بإسهاب، وخاصة هذا المعجز بتحويل جميع مياه المصريين: أنهارهم وسواقيهم وآجامهم وعلى كل مجتمعات مياههم لتصير دماً.
لا عجب في هذا، لكون الانسان عندما ينزف دماً كثيرا، بسبب حادث ما، أو يؤخذ منه الدم عبر انابيب زجاجية من اجل الفحوصات الطبية، يعرضون عليه شرب الماء لكي يعوض الدم.
لذا فإن مصدر كلمة الدم דם باللغة العبرية جاءت من كلمة الأرض האדמה.
وتفسير هذه الكلمة דם : حرف الدلات (د) ד تشير باللغة العبرية القديمة الى الباب، وحرفي (د م) דם يشيران الى الدم. من أجل هذا نقول ان الدم هو “بوابة الحياة” .