التراب

 التـــراب

עפר


حين أدخل في بحث توراتي مهما كان نوعه، لا بد وان اقرأ وأطالع عن ذلك البحث في الكتب او عن طريق جوجل، هنا اقع بمتاهات لا أول لها ولا آخر.

 

على سبيل المثال لا الحصر، تناولت في هذا البحث عن التراب او بالأحرى عن التربة، دخلت في متاهات بخصوص التراب، من حيث العوامل المؤثرة له، كيفية تشكيله، مناخه، طبيعة تضاريسه، العوامل البيولوجية ، عامل الزمن ، اللون، القوام، مرونة طبقاته، تصنيف مكوناته ، تأثير المناخ على مواده العضوية، هوائه ، مائه، وأشياء عديدة أخرى.

 

قالوا أيضاً على ان التراب هو الطبقة السطحية الهشة، او المفتتة التي تغطي سطح الأرض، من مواد صخرية مفتتة، خَضعتْ من قَبلْ للتغيير بسبب تعرضها للعوامل البيئية والبيلوجية والكيمائية.

 

استعرضت اعلاه ما يقوله العلم والعلماء من الناحية العلمية لموضوع التراب او التربة، لكن ما هو المفهوم الديني للتراب الذي جبل الله منه آدم.
جاء في التوراة قولها : ויצר יהוה אלהים את האדם .. עפר מן האדמה:
” وجبل الله الإله آدم تراباً من الأرض” ( تكوين 2: 7)
اذا ما امعنا النظر في كيفية تكوين الكون خلال الخمسة ايام الأولى للخليقة، نصل الى حقيقة ان التراب موجود ، وليس من تأثير العوامل الطبيعة، كتفتيت الصخر او ما شابه، لأن الله جبل آدم من التراب في اليوم السادس للخليقة، وهذا يعني ان التراب موجود منذ أن خلق الكون في ستة ايام، وليس كتأثير عوامل الطبيعة فقط.
وجاء ايضاً قولها: ויצר יהוה אלהים עוד מן האדמה.. את כל חית השדה ואת כל עוף השמים
“وجبل الله الاله من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء” (تكوين 2: 19)
وتابع الله قوله في التوراة: קול דם אחיף.. צעק אלי מן האדמה: ועתה ארור אתה מן האדמה.. אשר פצתה את פיה.. לקחת את דם אחיך מידך:
” صوت دم أخيك صارخٌ اليّ من الأرض. فالآن ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك”.
من يتفرس بالآيات التي دوناها اعلاه، الله لم يخلق آدم فقط من التراب ، بل ان جميع الحيوانات والطيور جبلها من التراب، فمن الأرض تكون البركة ومن الأرض هناك اللعنة، من أجل هذا جاء قول الله الى قايين ” فالان انت ملعون من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم اخيك من يدك”.
واستطردت الشريعة المقدسة قولها:
כי עפר אתה ..ואל עפרף תשוב: (تكوين 3: 19)
“انت من التراب ، والى التراب ستعود”.
اذاً علينا ان نحلل كلمة التراب עפר

 

حرف العين ע ترمز الى العين (حاسة النظر)
حرف الفاء פ ترمز الى الفم (حاسة الذوق)
حرف الراء ר ترمز الى الرأس (حاسة اللمس)
ويبقى هنا حاستين:
الأولى حاسة الشم (الا وهي الروح التي يهبها الله عند ميلاد الطفل عند خروجه من رحم أمه).
وحاسة السمع من الفضاء يهبها الله بعد ميلاد الطفل وخروجه الى الحياة.
صحيح أن رب العالمين بقوله: “كن فيكون”. الا ان القاعدة التي خلق فيها الكون وكل شيء فيه، ترتكز على حسابات فلكية من الدقة المتناهية، لا يملكها الا الله خالق هذا الكون وباعثه، لا يملكها انسان في هذا الوجود ، ولا حتى الجن .
وكل من يستغرب من موضوعنا هذا، فلينظر الى الأعشاب والزرع والآشجار كيف تكسب من طبيعة البيئة هذه الحواس من أجل نموها، وكيف تذبل وتموت هي مع الحيوانات والانسان لتعود الى الأرض ثانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *