شرح سورة “واوصى موسى اللاويين.. “

شرح سورة ויצו משה את הלוים..

“واوصى موسى اللاويين.. ” (31: 25 – 29)


هذه السورة التي دونتها الشريعة المقدسة في التوراة، سبقت انشودة الوداع التي القاها موسى الرسول قبل وفاته، كانت تقدمة لما سيصيب شعب بني اسرائيل في المستقبل، بوصفه لهم جيل أعوج وملتوٍ.. شعب غير حكيم.. أغاروه بالاجانب.. وأغاظوه بالأرجاس.. ذبحوا لأوثان ليست الله، لآلهة لم يعرفوها..
جاء فيها: ויצו משה את הלוים נשאי ארון ברית יהוה לאמר:
“أوصى موسى اللاويين حاملي تابوت عهد الله قائلاً:”
هيكل موسى الذي بناه الرسول في جبل سيناء، بإشراف المولى سبحانه وتعالى، بعد أن اختار بصليئيل بن اوري بن حور من سبط يهودا، وآلياب بن اخساماك من سبط دان وآخرين، ملأهما الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة، وعند الانتهاء من بنائه استمر سنة كاملة، أطلق عليه تابوت العهد.
كان يحرث الهيكل 600 الف محارب من جنود شعب بني اسرائيل، بخطة عسكرية محكمة، مقدمة ومؤخرة، ميمنة وميسرة، اثناء تيتهمم في صحراء سيناء استمر أربعين سنة كاملة.
وبما انه كان محظوراً على شعب بني اسرائيل الدخول الى الهيكل ما عدا سبط لاوي من الأسباط الإثني عشر، لذا اوصى موسى هذا السبط “اللاويين” حاملي تابوت العهد قائلاً:
לקחו את ספר התורה הזה ושמתם אותו מצד ארון ברית יהוה אלהיכם:
“خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت الله الهكم”
جاء كلام موسى الى سبط اللاويين بعد ان اكمل كتابة التوراة، ضعوا هذا الكتاب “التوراة” بجانب تابوت العهد، والسؤال هنا : لماذا بجانب التابوت وليس بداخله؟
الجواب: الوصايا العشر مكتوبة بيد الله موجودة داخل التابوت، والتوراة بيد موسى، من أجل هذا طلب موسى، وضع التوراة بجانب التابوت وليس بداخله. لكي تكون لكم:
והיה שם בך לעד: כי אנכי ידעתי את מריך ואת ערפך הקשה: הן בעודני חי עמכך היום ממרים הייתם עם יהוה .. ואף כי אחרי מותי:
“ليكون هناك شاهداً عليكم. لأني أنا عارف تمردكم ورقابكم الصلبة، هوذا وأنا بعدُ حيٌّ معكم اليوم، قد صرتم تقاومون الرب، فكم بالحري بعد موتي.”
لقد وصف رب العالمين شعب بني اسرائيل “شعب غليظ الرقبة”، ما عساني ان أقول انا هنا ؟ لذا جاء كلام الرسول هنا واضح وصريح، تمردكم ورقابكم الصلبة وانا موجود يا ايها الشعب الاسرائيلي، فلا بد بعد موتي، ستضلون الطريق وتعبدون الهـة أخرى، الهة اوثان وأصنام..
הקילו אלי את כל זקני שבטיכם ושטריכם באזניהם את הדברים האלה.. ואעידה בם את השמים ואת הארץ:
“اجمعوا الي كل شيوخ اسباطكم وعرفائكم لأنطق في مسامعهم بهذه الكلمات، وأشهد عليه السماء والأرض”.
كون موسى الرسول نبي الله وكليمه وأمين بيته، وهذا يعني انه يعلم الكثير من أسرار مولاه، وخاصة كل ما يخص شعبه المختار، من أجل هذا وحتى لا يضع عليه شعبه لومة لائم في المستقبل، جمع الشيوخ والعرفاء، وأشهد عليهم السماء والأرض ليخبرهم:
כי ידעתי אחרי מותי.. כי השחת תשחתון.. וסרתם מן הדרך אשר צויתי אתכם: וקראתה אתכם הרעה באחרית הימים: כי תעשו את הרע בעיני יהוה להכעיסו במעשה ידיכם”
“لأني أعرف أنكم بعد موتي تفسدون وتزيغون عن الطريق الذي أوصيتكم به، ويصيبكم الشر في آخر الأيام، لأنكم تعملون الشر أمام الرب حتى تغيظوه بأعمال أيديكم”.
التوصيه من خلال هذه السورة للشعب، من قبل رسول الله “موسى بن عمران” بأن يوجهوا قلوبهم الى جميع كلمات الشريعة المقدسة، ولكي توصوا بها أولادكم، ليحرصوا أن يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة. لأنها هي حياتكم، وبها تطيلون الأيام على الأرض، التي انتم عابرون الأردن اليها لتمتلكوها. ولقد أشهد عليهم السماء والأرض، لأن مثل هذه الشهادة أبدية.
تناولنا بالبحث السورة من الناحية التفسيرية، لكن اذا اردنا نتناولها من حيث الجمطرة، فإننا سنصل الى الكثير من الألغاز والاسرار التي لا تعد ولا تحصى،
على سبيل المثال لا الحصر، عدد كلمات هذه السورة 91 كلمة وبجع الرقمين = 10
عدد أحرف هذه السورة 354 حرفاً وبجمع الرقمين = 12
وبما ان كلام السورة يتعلق بالشريعة المقدسة ووصاياها العشر، وكذلك الأسباط الإثني عشر، من اجل هذا جاء الرقمين 10 كلمات ، 12 سبطاً.
لكننا اذا اردنا الدخول في خضم هذه السورة من حيث التفسير الكامل والجمطرة، فإننا لن ننتهي من الغازها واسرارها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *